رسالة من لاجيء...(حلوه موووووت)..........

رسالة من لاجيء!

جلست لساعات أحاول أن أبدأ رسالتي هذه و لكنني عجزت عن ايجاد الجملة المناسبة لافتتاحها ...
هل أقول العالم العزيز ؟ أم أقول أخي العالم ؟ أم تراها يجب أن تكون عالمي الصديق ؟
ان كان عزيزا فمن أين أتت المعزة ؟ المعزة برأيي تأتي من العشرة و التعامل المستمر ، و عن أي عشرة نتحدث و نحن نعيش وحدنا حياة ليس بها غيرنا لا نسمع منهم أو عنهم إلا ما نحاول إقصاءه للاشيئية ؟!
و ان كان أخا فهل يشرح لي أحدكم معنى الأخوة في هذا الزمن ؟!
أما ان كان صديقا فالصديق هو من يقف بجانبك ليسندك في أسوأ أحوالك مهما كانت ظروفه قاسية، و ما أروعك من صديق أيها العالم!

وضعت مئات الاحتمالات التي باءت بالفشل ...
و لم أجد غير الاستسلام أرمي إليه الكلمات .... و أنطلق إلى ما بعد البداية المفقودة !

إلى كل العالم ....
إلى من نسينا و اعتاد على ألمنا و ظلمنا و دمائنا كخبر يومي ممل تقلب عنه القناة...
إلى من باعونا بدون ثمن و ألغوا فكرة شرائنا من جديد ...
إلى من ساهموا بإعدام حريتنا و حرق خضرتنا و تسميم أرضنا ...
إلى كل من يسمعني و من لا يسمعني أوجه نداء عميقا من صميم الجرح النازف الذي يرفض الاندمال ... نداء أصدق من كل وسائل الإعلام المزيفة و أقوى من كل طرق الإعدام الجبانة و أغلى من كل دعوات الاستسلام الرخيصة.
نداء ليبصركم بما اعتدتموه لدرجة لم تعودوا حتى ترونه !

سنوات و سنوات و سنوات مرت الآن و ما زلنا لاجئين في دول العالم المختلفة ....
طردونا من أرضنا ، سلبونا حقنا و أسقوا زرعنا من دمائنا ...

58 عاما مرت الآن و أنا لا جيء في احد مخيمات سوريا ، لم أر أخي منذ ذلك الحين و إذا مر بجانبي ربما لن أعرفه ...
لم أقابل زوجته و لا أعرف أشكال أولاده ...
لم أعد إلى وطني و رغم ذلك فهو يعيش في داخلي كطفل ينمو كل يوم ...
حاولت مرارا شرح فكرة الوطن المحتل لأولادي و هم صغار و فشلت و ذلك لأنني لا أستطيع استيعابها حتى الآن ...
أحفادي الآن يسألون عن وطنهم و لن أكرر خطأي و أشرح لهم ما لا يمكن فهمه أو تقبله ....
ليس لي أي حقوق في أي مكان و دائما أحتل الأولوية الأخيرة بجدارة ...
أحاول دائما أن أتقبل الحياة كما هي و أن أستسلم لفكرة الاحتلال و السكوت و الموت و لكن الحياة ما زالت قوية في داخلي ...
قوية بشعاع أمل أن تصغوا لنا للحظات كما تستمعون إلى وسائل الاعلام الكاذبة لساعات ...
قوية بشعاع أمل أن تضعوا أنفسكم في أماكننا و تتخيلوا فكرة أن يدخل غريب على أرضك يأخذها غصبا و يحرق بيتك و يقتل أهلك و يطردك خارج كل حدود حياتك و يقول جميع من حولك "عادي" !
قوية بشعاع أمل أن تنظروا إلينا لاجئين في كل مكان إلا وطننا !

نعم ما زلنا لاجئين ... كنا لسنوات كذلك و ما زلنا كذلك..وسنبقى كذلك..

ولن يكون هناك جديد غير الدمار والهلاك والتهجير....نعم قولتها بصوت مرتفع وأقولها كلي فخر اني فلسطيني

مشكورررر ع الموضوع والرسالة الحلوة موووت

تقبل مروري

مشكورررررررررررر

على الموضوع الحلو